30 December, 2014

أنا إنسان

أشعر و كأني أضل شيئا فشيئا
و أني شمعة كلما أضائت ذابت حتى تموت يوما...أني لم أعد أركض في هذه الزائلة كي أنال اﻷبقى..أني منشغلة في نعيم ينفذ و أني سلبتني الشهوات.

و كأن كل ما أفعله اﻵن غير نافعا....أهذه اﻷشياء باقية؟ لماذا أستخدمها ليلا نهارا و أعطيها أكثر من حقها؟ ثم بعد ذلك أعطي لما هو حقا هام قدره من الاهتمام، بل ولا آبه بوجوده.

أشعر وكأني نملة ظنت نفسها فيلا فعاشت أيامها حتى قتلت بأقدام البشر. وكثيرا ما أردت أن أسأل نفسي عن سبب أو توضيح لاهتمامي البالغ الشديد لبشر وصحبة ستتركني يوما و لا أقصد بسؤالي أن أقلل من قيمة صحبة أو أن أمنع نفسي من كثرة السؤال على غيري او حتى شدة التعلق بهم ،ولكن هو مجرد تساؤل فكثيرا ما كان اهتمامي الزائد لا يرد عليه إلا بكلمات بسيطة لا تداوي الجروح و الثغرات فأشعر أني ظلمت نفسي لانتظاري شيئا من إنسان وأن ما أريد سأجده عند الله تعالى.  ولكن هل ما أفعله هذا يقتلني يوما بعد يوم؟...فإنني أحزن كثيرا....أبذل قصارى جهدي ﻷسعد الناس...ثم لا أذوق منهم إلا القليل.
اﻵن أريد أن أسأل نفسي...ما هي النية؟؟ هل أردت إسعادهم فحسب أم أردت الدنيا معها؟؟

ثم يأتي التساؤل اﻵخر ويستفسر باحثا لماذا أهدر وقتي الثمين في ما هو كاﻷصنام...لا تنفع و لا تضر ومن المتوقع أن تضرنا أحيانا. فلماذا أضيع ساعات عديدة من يومي في المواقع الاجتماعية والتحدث مع الصديقات..أو لماذا أتابع صور هذه الفتاة و أقرأ مقالات هذا الرجل؟ و يا ليتني أقتبس ما يفيدني وأترك ما يضر ،ولكنني أفعل كل هذا لمجرد أنني لا أجد ما أفعله في هذه الفترة.
ومع ذلك إذا فكرت في مرة أن أبحث عن شيء آخر ﻷفعله أجد لائحة لا تنتهي..إما أعترف أن ورائي ما هو هام لأنجزه أو أجد أني إن قرأت بعض اﻵيات مؤكدا ستكون هذه القراءة أكثر نفعا....على اﻷقل ليس وقتا ضائعا مهدرا....ولكن حتى بعد البحث عما أفعله أجد نفسي لا أبدل الضار بالنافع بل أزداد استكبارا و عندا مع النفس اللوامة..فيطغى الضال على من حاول اتباع الهدى.

وبعد عناء أسأل عن حال عبادتي أو عن مدى تعلقي بالله أو عن متى آخر مرة خلوت ﻷناجي الله؟ أجد نفسي أكثر من مجرد ضالة...بل أنا أسوأ حالا من غيري...ﻷني أعلم جيدا عن مدى حلاوة الإيمان وعن لذة الطاعة، و مع ذلك استكبرت عنها و أنا↓
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)
أرجو بكل رجائي أن أكون ممن " رَحِمَ رَبِّي" لعلي أنجو من فعلتي. فأنا إنسان و الإنسان ظلوم ظلوم ظلوم.
و لكن ليس الصحيح أن أعترف بذنبي ثم أنام...لا، بل علي السعي حتى أترك مرحلة "الظالم لنفسه" ﻷكون "مقتصدا" ثم يوما ما أتمنى أن أصل لل"سابق بالخيرات".

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)

اللهم يسر لنا السعي واهدنا الصراط المستقيم.

No comments:

Post a Comment